Monday, 21 October 2013

هل كان العالم والطبيب المسلم أبو بكر الرازي ملحدا زنديقا أو منكرا للنبوة؟!


يردد بعض الملحدين ومن على شاكلتهم أنالعالم والطبيب المسلم أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (ح. 250 هـ/864 م - 5 شعبان 311هـ/19 نوفمبر 923 م) كان ملحدا زنديقا أو منكرا للنبوة ، وشاهدهم في ذلك بعض كتابات المستشرقين وما قد ورد في ويكيبيديا عن سيرته حيث تنقل فتقول : 

آراء الرازي في نقد الدين : [1]

كتب الرازي أيضا في مجال الأديان التي انتقدها بشدة ومن مؤلفاته: مخارق الانبياء - حيل المتنبيين - نقض الأديان. إلا أن الرازي لم ينكر وجود الله بل أقر بوجوده، وقال بأنه منح العقل للإنسان ليفكر به. وقد تم انتقاد آرائه الجريئة في نقد الدين من طرف العديد من العلماء والمفكرين من بينهم ابن سينا الذي يعتبر عند البعض فيلسوفا مسلما بينما اعتبره بعض رجال الدين المسلمين كافرا كأبي حامد الغزالي وابن تيمية رفض الرازي فكرة النبوة قائلا: "على أي أساس تعتبر أنه من الضروري أن يرسل الإله رسلا معينين، وأن يرفعهم فوق غيرهم من الناس، ويجعلهم مرشدين للناس، يعتمدون عليهم"[1]ويتحدث عن العلاقة بين العنف والدين فيقول أنه كان على الإله أن يعلم، أنه باعتبار الاختلافات بين الأديان المختلفة، أنه "سيكون هناك كارثة عالمية، وأنهم سيهلكون بسبب العداوات والقتال"[1] ويقول عن ما يراه عدم تسامح المتدينين مع نقد الدين "إذا سئل أتباع الدين أن يقدموا برهانا على صدق دينهم، فإنهم يغضبون، ويسفكون دم كل من يواجههم بهذا السؤال. إنهم يمنعون التفكر العقلاني، ويسعون جاهدين لقتل معارضيهم. لهذا تبقى الحقيقة محجوبة كليا" [1]

وكما هو واضح فإن مصدر كل هذه الإقتباسات هو مؤلف واحد ([1])لكاتبة ملحدة تدعى"Jennifer Michael Hecht - جنيفر مايكل هيشت[2] وهي أحد أعضاء مؤسسة "الحرية من الأديان"(Freedom From Religion Foundation). ومن أشهر أقوالها : "إذا لم يكن هناك إله - وليس هناك إله - فأننا نحن (البشر) من نصنع الأخلاق. وأنا معجبة جدا بذلك."(“If there is no god — and there isn't — then we [humans] made up morality. And I'm very impressed.”).


وقد تفضل فضيلة الدكتور والمؤرخ "راغب السرجاني" بالرد والتوضيح لتلك الفرية حينما وجهت له كسؤالا على موقعه حيث يقول السائل: 

هل حقا كان أبوبكر الرازي زنديقًا كما يقول الغرب؟! 
السؤال : فضيلة الدكتور/ راغب السرجاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيك وفي مجهوداتك لإحياء شباب المسلمين. بالنسبة للرازي, هل حقًا كان زنديقًًا؟ حيث قرأت -في مصادر غربية- أنه كفر بجميـع الرسالات السماوية, وأنه ألف بعض الكتب مثل: "مخارق الأنبياء" و"حيل المتنبيين" يدعي فيهما كذب الأنبياء واختلاق المعجزات بالإضافة إلى سخريته من القرآن الكريم. http://en.wikipedia.org/wiki/Al-Razi#On_Religion والمصدر هو ويكيبيديا الإنكيلزي، وكذلك في عدة كتب ومواقع غربية. أرجو الإفادة. وإن كان ما ذكر هو الحق, فيجب أن لا نستدل به كواحد من علماء المسلمين. وجزاك الله كل خير.

وقد تفضل الدكتور راغب السرجاني بالرد فقال : 

الأخ الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أي "رازي" تقصد فلدينا في تراجم علماء المسلمين مئات ممن يسمون الرازي! أما بخصوص الكتابين المشار إليهما "مخارق الأنبياء" و"حيل المتنبيين" فهما منتحلين وليسا في مؤلفات المسلمين، وقد أجبتَ أنت على السؤال بإيعازك المصدر وهو ويكيبديا. وهذا لا يعد مصدرًا علميًا موثقًا. والكتب والمواقع الغربية -وبلا أدنى شك- لا تتوقع منها إنصافًا، بل تلفيقًا وكذبًا وتشويهًا لعلماء المسلمين وهم صانعو الحضارة العالمية. وإذا كنت تقصد العالم الطبيب الفيلسوف المسلم "أبو بكر الرازي"، فليس في مؤلفاته العلمية شيء من هذا، وقد أثنى عليها (أي كتبه) علماء الأمة، وأولهم الإمام الذهبي في ترجمته له في سير أعلام النبلاء 14/354 : 355. و"أبو بكر الرازي" صاحب كتاب الحاوي في الطب، وهو أشهر مؤلف في الطب لعدة قرون. كما أن لأبي بكر الرازي كتابا اسمه "إن للعبد خالقا" فانتبه. أما وإن كنت تقصد عالم زمانه الفخر الرازي، فهذا ليس بصحيح أيضًا. حيث أثنى عليه علماء المسلمين كالذهبي في السير وتاريخ الإسلام 43/212، وابن خلكان في وفيات الأعيان 4/248، وغيرهم كثير، ولم يذكروا ذلك من تصانيفه، وهو صاحب التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، وله رسالة في النبوات، وله كتاب أسرار التنزيل في التوحيد. [3]

وهذا ما قد ذكره نصا الإمام "محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي" في مؤلفه "سير أعلام النبلاء" فيقول : 

"الأستاذ الفيلسوف أبو بكر ، محمد بن زكريا الرازي الطبيب ، صاحب التصانيف ، من أذكياء أهل زمانه ، وكان كثير الأسفار ، وافر الحرمة ، صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى ، وكان واسع المعرفة ، مكبا على الاشتغال ، مليح التأليف ، وكان في بصره رطوبة لكثرة أكله الباقلى ، ثم عمي . أخذ عن البلخي الفيلسوف ، وكان إليه تدبير بيمارستان الري ، ثم كان على بيمارستان بغداد في دولة المكتفي ، بلغ الغاية في علوم الأوائل . نسأل الله العافية . وله كتاب : " الحاوي " ثلاثون مجلدا في الطب ، وكتاب " الجامع " ، وكتاب " الأعصاب " . وكتاب " المنصوري " صنفه للملك منصور بن نوح الساماني . وقيل : إن أول اشتغاله كان بعد مضي أربعين سنة من عمره ، ثم اشتغل على الطبيب أبي الحسن علي بن ربن الطبري ، الذي كان مسيحيا ، فأسلم ، وصنف .[ ص: 355 ] وكان لابن زكريا عدة تلامذة ، ومن تآليفه كتاب : " الطب الروحاني " ، وكتاب : " إن للعبد خالقا " ، وكتاب : " المدخل إلى المنطق " ، وكتاب : " هيئة العالم " ، ومقالة في اللذة ، وكتاب : " طبقات الأبصار " وكتاب : " الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب " وأشياء كثيرة . وقد كان في صباه مغنيا يجيد ضرب العود . توفي ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ." [4]

والحمد لله رب العالمين.

==============



[3] : قصة الإسلام : جديد : الاستشارات : الاستشارات لدكتور راغب السرجاني (1) (2)

0 comments:

Post a Comment

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م